أُكُتبْ لها كم داعبت بيدي شعرها الطويل
وراقصتها آلاف المرات
مسـاء يتدفق ذكرى في الروح ويعود
مسـاء ينبض بالحب وينثر الوعود
مسـاء يتنفس الألم ليسقي الوجود
مسـاء اللحن والعزف ... عندما تعود أصابعنا للنزف
ذاتَ مساءٍ جميلْ
الهدوءَ يَعم الليلْ
والسكون يصف حاله وطبعه
نظرتُ إلى السماء
فتهت ما بين الصفاء والنقاء
أبحرتُ بالنظرِ من نجمةٍ إلى نجمة
أبحثُ عن ملاذٍ للنظر يهنأ به
وكانت في منتصف الليل حين وجدتها
بحثت عن القلمِ فلم أجده معي
بحثت عن الورقِ فلم أجده بقربي
فأخذتُ من ضلوعي قلماً
ومن ظلامِ الليل صفحةً
ومن نورِها حبراً
وكتبتُ أسمَ حبيبتي
فوجدت أن كلماتي تتضاءل أمامها
وقدرتي على الوصف تتكسر أمام جمالها
لذلك قررت أن أخرجَ ...
من ضجيجِ الصمت
إلى صمتِ الكلامْ
قررت أن أخرج من حريقِ الأنفاس
وأدخل في تفاصيل الغرامْ
قررت أن أعود إليكَ يا قلمي
راجياً أن تكتبَ لها كما لم تفعل من قبل
راجياً أن تكتبْ لها كم أحبها
كم أشتاق إليها
كم أحلم بقربها
أُكُتبْ لها عن دموعٍ ذرفتها
دموع بعددِ نبضات قلبٍ هو ملكها
دموع ذرفتها خوفاً عليها
خوفا من الأيام
خوفا من الفراق
أُكُتبْ لها عن ولعي بعيناها
عيناها التي تملأ الدنيا جمالاً
تملأها حناناً
تملأها كلاماً
أُكُتبْ لها عن عينيها التي لم أحظى يوماً بالنظر إليها
أُكُتبْ لها عن يديها
أُكُتبْ لها كم أنا أهوى تلكَ اليدين
أُكُتبْ لها عن يديها التي لم أحظى يوماً بدفئهما
أُكُتبْ لها من أكون عندما تقترب أطيافها من واقعي
أُكُتبْ لها عن ضعفي عندما ألامسها
أُكُتبْ لها كم داعبت بيدي شعرها الطويل
وراقصتها آلاف المرات
أُكُتبْ لها كم أحطتها بين أحضاني كطفلةٍ مدللـه
أُكُتبْ لها بأني عزفت على أوتار عودي دستور عشقها
أُكُتبْ بما في قلبي من مرهف الإحساس
أُكُتبْ لها أنّ نبضات قلبي كلها وفاء
كلها حب
كلها أشواق
كلها انكسار وخوف
أُكُتبْ لها من أكون أنا .. ومن تكون هي
أُكُتبْ لها أنها..
بداية الحب ونهايته
أوله وأخره
ألمه وحزنه
جنونه وتعقله
غيابه وحضوره
ثورته وسكونه
دمعته وابتسامته
استسلامه وقتاله
أُكُتبْ لها أنها كل الوجود
أُكُتبْ لها عن كل ما رسمته .. كل ما لونته
أُكُتبْ لها عن أيامي كيف تمر وأنا أبحر بين شواطئها ..
وأرسو عند موانئها
أُكُتبْ لها أني أحبها .. وسأظل دوماً أحبها
أُكُتبْ لها وأخبرها أن لا تقسوا عليَّ
أُكُتبْ لها عن الطفل الذي بداخلي ..
طفل ليس له إلا هي لكي يعيش
أُكُتبْ لها كم عانيت
من تعبي
من غربتي
وتشردي
أُكُتبْ لها لتفتح لي صفحةً في دفترها
أُكُتبْ لها لتمنحني رايةً بيضاء من يديها
تباً لكَ يا قلمي لا تتوقف ..
أُكُتبْ لها قصائد غزلٍ رقيقـة
أُكُتبْ لها أن في القلبِ أحلام ...
وأنها شمسُ أحلامي
أُكُتبْ لها أنني أريد وأريد .. وأريد
ففي النفس آلاف الرغبات الدفينة
وفي القلب أحلامٌ كثيرة سجينة
أُكُتبْ لها عن رحلتي اليتيمة
وعن أيامي وليالي الحزينة
أُكُتبْ لها كم من الأماني تموت في قلبي شهيدة
وعلى أعتاب القدر تتكسر أحلامٌ وليدة
أُكُتبْ لها بأنني لا أريد أن يكون حبنا سراب
وأحلامنا ضباب
والآمي وصبري عذاب
أُكُتبْ لها أني أريد
أن نملأ الأرض حباً
والحياة عطراً
وعندما يموت الوقت
وننسى المكان
نبقى معاً